لماذا نضطر لرؤية صورهم كل صباح، ألسنا ديمقراطية؟

في الأنظمة الديمقراطية يُفتَرَض أن لا يضطر المواطنون لرؤية صور شخصية معلقة في شوارعهم على مدار 24 ساعة، وكلما اهترأت جُدِّدَت.
سواء أكانت تلك الصور لشخصيات سياسية، دينية، ثقافية تاريخية وعسكرية… ولن تضطر السلطات لحماية تلك الصور من تخريب المواطنين، لأنها يُفتَرَض بها أن لا تضع أية صورًا من الأساس، مهما كانت ذات أهمية واحترام لفئة من الناس؛ ذلك أن تعليق الصور في الفضاء العام يتطلب قبولًا وإجماعًا شعبيًا. ولأن الناس لا يتفقون بطبعهم جميعًا إذن يظل الفضاء العام محايدًا تجاه الجميع.
إن حياد الفضاء العام وعدم تلوينه بأي إطار سياسي أو مذهبي أو أيديولوجي، يمثل شرطًا مهمًا من شروط الديمقراطية. فوحدها الأنظمة الدكتاتورية تملأ الفضاء العام بصور القادة والزعماء.
يشهد الفضاء العام العراقي تزاحمًا بين مختلف الجهات، لدرجة أنهم ينتظرون أحيانًا اكتمال شارع أو رصيف معين، ليتسابقوا عليه، في حجز مكان جيد لوضع صورة لزعيمهم.
وهناك قاعدة تكاد تكون صحيحة في كل مرة، وهي إذا أردت أن تعرف سبب الخراب الذي يعيش فيه مجتمع ما، فعليك النظر لفضائه العام، فإذا كان مليئًا بصور الزعماء، فاعلم أنهم وأنصارهم سبب ذلك الخراب.